افتتاحية الجزائر اليومالرئيسيةسلايدرعاجل
أخر الأخبار

لا تحدثوهم عن الشرف ؟!

بقلم: المعتز بالله منصوري

Ads

ما بال بعض النخب العربية والمستعربة، تمزقت أصابعها على لوحات المفاتيح ردا على إعلان المترشح لرئاسيات السابع من سبتمبر، عبد المجيد تبون، عزمه إنجاز ثلاثة مستشفيات ميدانية في قطاع غزة حال إعادة فتح معبر رفح البري ؟.

سيول القذف والقدح التي تفجرت على المواقع الافتراضية والمدونات الشخصية، لا يمكن أن تبرر أبدا بفهم خاطئ للتصريح أو إخراجه عن سياقه، لأن قادة الرأي في هذه الحملة المسعورة بارعون جدا في التحقق من الأخبار واستقصاء الحقائق.

المؤكد أنهم ليسوا ضحايا خبر مضلل..فهم ومن يمسكون بلجامهم، يضعون مواقف الجزائر المشرفة والموت خنقا واختناقا، على نفس القدر من الكره. خاصة المواقف التي تتعلق بفلسطين والمشرق العربي والشرق الأوسط عموما.

لأن سعي الجزائر من أجل المصالحة بين الفلسطينيين ولم شملهم، سنة 2022، لم تكن خبرا كاذبا أو مضلل، ومع ذلك طالته حملة شعواء من نفس الأشخاص ومن نفس الحسابات وبنفس الطريقة تقريبا.

ولأن حرصها على استعادة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية لم يكن تضليلا ولا إشاعة ولا اقتطاعا لتصريح، ومع ذلك حولوا منصة “إيكس” (تويتر سابقا) إلى حائط للمبكى والنحيب ولكن بعد 6 أشهر رأينا ماذا حصل وكيف حصل.

وحتى الجسور الجوية التي أقامتها يوم زلزال سوريا وتركيا، وبعد أيام من بداية العدوان الصهيوني على غزة، تعرضت إلى حملات التشويه والإساءة.

ولقد شعرنا بآلاف الوجوه تتصبب عرقا، فور إعلان رئيس الجمهورية، عن تزويد لبنان بشحنات من الفيول لإعادة تشغيل محطات توليد الكهرباء بعدما توقفت كليا.

 وكان عزاؤهم الوحيد، ذلك التصريح بشأن المستشفيات الثلاثة، لقد كان مثل القشة التي يتشبث بها الغريق، فحرفوه وشوهوه ورفضوه وأحدثوا منه هالة من أجل التغطية على الموقف النبيل مع بيروت.

وحتى آداء الجزائر في مجلس الأمن الدولي، عبر سفيرها الدائم عمار بن جامع مزعج لهؤلاء المنبطحين خدم الصهيونية العالمية والعربية، نعم مزعج إلى درجة لا تطاق.

إذ نذكر جميعا، رفع مندوب المغرب شكوى للأمم المتحدة، يزعم فيها أن الجزائر تستغل دورها المتنامي داخل مجلس الأمن لتوجيه الصراع حول الصحراء الغربية.

لقد قام بذلك، عشية انعقاد المجلس لمناقشة مشروع قرار حاسم حول وقف إطلاق النار في غزة، وهدفه التشويش على الجزائر التي شغلت الإعلام العالمي بآدائها القوي لصالح فلسطين.

إنهم ببساطة يقولون للجزائر “كفى ..لا تحدثينا عن الشرف”، ويعملون أن القدس وفلسطين هي القضية المركزية للأمة وشرفها. ولأنهم تخلوا نهائيا عن الشرف، فعقدتهم الأزلية أن يقوم أحدهم بتذكيره بالشرف.

والجزائر، لا تذكر أحدا بما ينبغي القيام به، فهي تتصرف من منطلق شخصيتها وأخلاقها ومبادئها، نصرة للمستضعفين ووقوفا إلى جانب الحق وقضايا الأمة.. ومع ذلك ينزعجون.

وإن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ليس بحاجة لمن يذكره بأصول الحرب وأدوات الصراع، فقد ساهمت بلاده في صنع بطولات العرب سنة 1973، وقدمت ما استطاعت للعرب وقضاياهم دون أن تطلب شيئا.

وها هو يواصل بقوة نصرة فلسطين ظالمة أو مظلومة، ولا يطلب منها إلا طلبا واحدا ووحيدا، وهو إنجاز الوحدة والمصالحة بين جميع أبنائها.

وإلى سدنة معبد الخنوع للصهيونية، نقول أن الزمن الذي ستوسلون فيه الجزائر وجيشها، لن يطول، وهو آت لا محالة، ويكفي الالتفات إلى الولايات المتحدة،

حيث يفكر المترشح الجمهورية المجنون دونالد ترامب في كيفية توسيع مساحة الكيان الصهيوني التي يعتقد أنها صغيرة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى