الجزائرأراء وتحاليلالإنتخابات الرئاسيةالرئيسيةسلايدرعاجل

عشية ” الصّمت الانتخابي”.. قراءة سريعة لأهم محطّات الحملة الانتخابية

بقلم: د. عبدالرحمان عمار

Ads

ثلاث فرسان.. امتطوا سفينة الحملة الانتخابية للعهدة الرئاسية الجديدة: عبدالعالي حساني ممثلا لحركة مجتمع السلم ( حمس) وعبد المجيد تبون مرشح حر. ويوسف أوشيش ممثلا  الأفافاس).

فرسان ثلاث صالوا وجالوا مناطق عدّة من وطننا الشاسع طوال أسابيع ثلاث، بغرض إقناع المواطنين الجزائريين في الشرق والغرب والشمال والجنوب ببرامجهم الانتخابية.

حملة انتخابية على وقع العطلة الصيفية

البداية وإن كانت محتشمة نتيجة تواجد السواد الأعظم من الجزائريين في عطلة، إلا أنّ ذلك لم يمنع الفرسان الثلاث من العمل من دون هوادة.

للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين، حتى بنزول ممثليهم إلى شواطئ البحار لشرح محتوى برامجهم وهي نقطة تسجّل لهم كونها سابقة في بلادنا.

فالمواطن الجزائري لم يتعوّد على مثل هذه الخرجات الميدانية وهذا الإصرار المتناهي. تواجد الجزائريين على شواطئ البحار لم يمنع المرشحين أو من ناب عنهم، من ولوج الشواطئ.

والاقتراب من المصطافين لعرض برامجهم الانتخابية والعمل على إقناعهم بضرورة التصويت غداة اليوم الموعد( 7 سبتمبر 2024م).

في واحدة الطرائق المنتهجة من لدن المرشحين لكسب أكبر عدد من الأصوات التي ستمكّنهم من دخول قصر المرادية.

الأسلوب الخطابي الراقي سمة المنافسة الانتخابية

أبرز ما تمّ رصده وفي عديد الخرجات الميدانية وفي أماكن شتى من وطننا الشاسع، هو رقي الأسلوب الخطابي للفرسان الثلاث،

الذين استعملوا مصطلحات مهذبة و بسيطة و قريبة من المواطن البسيط، كما لم يتكلّفوا في استعمال الغريب من الألفاظ أو ما يترك المستمع في حيرة من أمره..

أسلوب خطابي راقي، رقي الحملة الانتخابية ذاتها، جعل المتلقي يستبشر خيرا لما يصغي إليه، وخلافا للحملات الانتخابية السابقة،

فقد لاحظ المتتبعون على مختلف مستوياتهم، ابتعاد المرشحين عن ” القذف والشتم و الذّم ” واستغلال زلاّت المرشحين الآخرين، وهذا ما أعطى انطباعا جيدا للجزائريين، وزاد من مصداقية الحملة الانتخابية في ذاتها،

ولعلّ أبرز مؤشّر لذلك هو عدم تدخل مصالح السلطة الوطنية المستقلة خلافا لما شهدته ذات الحملات في العهود السابقة، حتى المصطلحات المستعملة في التجمعات الشعبية، كانت مدروسة.

كونها استغلّت للتقرب من فئة الشباب على وجه الخصوص كونه يمثّل السواد الأعظم من الناخبين، كما أنّ هذه الفئة تمثّل ” المستقبل” فكانت المصطلحات المستعملة في الغالب قريبة من الفكر الشبابي الحداثي، في محاولة لكسب ثقة الشباب.

الاقتصاد.. في قلب الحملة الانتخابية

ميزة أثارت انتباه العديد من المحللين وتركت لديهم الانطباع الحسن، هو تطرّق الفرسان الثلاث للمجال الاقتصادي بشكل مستضيف،

حيث كان من أبرز المحاور التي تمّ مناقشتها على صعيد واسع في جلّ التجمعات الشعبية، لما هذا القطاع الحسّاس من أهمية قصوى لدى الدولة الجزائرية والمواطنين على حدّ سواء،

وقد كان لغلاء بعض المواد ذات الاستهلاك الواسع، والقدرة الشرائية بشكل عام، النصيب الأوفر من النقاش على المستوى القاعدي،

كما كان لملفات مثل: البطالة، رفع الأجور ودعم الفئات المحرومة، إلى جانب دعم الفلاحين والمستثمرين الشباب، نصيب هام أيضا من النقاش.

الاقتصاد حتما هو رئة البلاد ومتنفسّه، ومنه استشفّ المرشّحون الثلاث الكثير من النقاط التي أثاروها في نقاشاتهم مع المواطنين، خلال تجمعاتهم الشعبية في مختلف أرجاء الوطن،

فالجميع يتطلّع لغد أفضل، في ظلّ التحوّلات الجيو – سياسية الكبرى التي يشهدها العالم، وفي ظل الارتفاع المحسوس للمواد الاستهلاكية الواسعة على غرار البن – القهوة) و السكر والقمح وغيرها..

السبت 7 سبتمبر .. يوم الحسم

ستدخل الحملة الانتخابية ابتداء من نهاية  يوم غد في صمت انتخابي، كمؤشّر على بداية العد التنازلي للمرشحين الثلاث، واقتراب يوم الحسم لمن سيكون له شرف ولوج قصر المرادية..

الاستحقاقات الرئاسية على بعد أيام معدودة، والجميع حتما سيترقّب ذلك المشهد المهيب، الذي سيجسّد ولا ريب الصورة الجديدة لجزائر ما بعد الحراك.

والأكيد أنّ جمهور المحللين والمختصين والعارفين بشؤون إدارة الحملات الانتخابية، سيذكرون خلو الحملة الانتخابية من الشوائب،

فقد انعكس الخطاب الراقي للفرسان الثلاث بالإيجاب على باقي الشرائح الشعبية، فلم تسجّل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات خروقات واضحة أو تعديات صريحة،

بل على عكس ذلك سجّلت وبكل ارتياح الأسلوب الحضاري الكبير الذي طبع خرجات المرشحين الشعبية.

الترقب، هو الفعل الأمثل الذي سينتهجه المرشحون ومسانديهم خلال الأيام القليلة القادمة، فالجميع سينتظر اليوم المشهود.

وما ستسفر عليه النتائج النهائية للإعلان الرسمي عن الوافد إلى قصر المرادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى