أراء وتحاليلالرئيسيةتكنولوجياسلايدرعاجل

صناعة المحتوى الرقمي .. موضة العصر

بقلم: د. عبدالرحمان عمار

Ads

الجميع منشئ محتوى والجميع مشارك في صناعة المحتوى بطريقة أو بأخرى، كلّنا مشاركون في صناعة المحتوى سواء كنا من منشئي المحتويات الرقمية أو من مستهلكيها.

ظاهرة جديدة أضحت بارزة للعيان من خلال الفضاء الرقمي، تجلّت في ظهور شخصيات نفذت لعالم الواب من خلال تقديمها لمحتويات تعدّدت مجالاتها واختلفت طبيعة تقديمها..

إنّهم صنّاع المحتوى أو كما اصطلح على تسميتهم جزافا بالمؤثرين. هم شريحة من الشباب بشكل خاص، أوجدوا لأنفسهم ملاذا بداخل الشبكة العنكبوتية،

بطرحهم لمحتويات مختلفة، الغرض منها الحصول على المال بالدرجة الأولى وولوج عالم الشهرة من جهة ثانية.. فما معنى صناعة المحتوى؟

صناعة المحتوى الرقمي.. الوظيفة الجديدة

تعتبر صناعة المحتوى، كلّ ما يتم التعبير عنه على المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي باستخدام أيّ نوع من أنواع الوسائط،

وقد يكون المحتوى مكتوباً، مسموعاً، أو مرئياً، ويستخدم للتواصل مع الجمهور المستهدف لتحفيزه على التفاعل مع المحتوى.

صناعة المحتوى الرقمي، هي عملية توليد الأفكار من خلال إنشاء محتوى مقروء أو مرئي أو صوتي من خلال توزيعه عبر القنوات الرقمية،

كالمدونات ومنصات الوسائط الاجتماعية وتطبيقات الهاتف المحمول في سياقات محدّدة لتحقيق أهداف محدّدة.

كما يعتبر المحتوى الرقمي مجموعة معلومات يمكن تنزيلها أو توزيعها إلكترونيا، مثل الكتب الإلكترونية والبودكاست ونتائج محرّك البحث ومقاطع الفيديو وغيرها.. وعلى هذا الأساس يتبار سؤال آخر إلى أذهاننا: من هو صانع المحتوى؟

يعتبر صانع المحتوى بمثابة العقل المدبر لجذب المعجبين من خلال صناعة محتوى متميز و تشمل مهامه المتنوعة كتابة المقالات والتدوينات والفيديوهات،

الإعلانات ومحتوى المواقع،منشورات مواقع التواصل الاجتماعي، البودكاست، الكتب، وغيرها، كما يتميز صانع المحتوى بقدرته على الدمج بين إرشادات صاحب المشروع وبين الإبداع الشخصي والخبرة لإنتاج عمل يجذب انتباه الزوار العابرين.

و صانع المحتوى، هو العنصر البشري المسؤول عن إنتاج المحتوى وإنشاءه بطريقة مميزة وجذابة للجمهور المستهدف.

وعلى هذا الأساس تعددت أنواع صناعة المحتوى الرقمي، من مقالات ومدونات وكتب إلكترونية وفيديو ( أو المحتوى المصوّر) والذي يعتبر الأكثر فعالية ونجاعة، كونه يصل إلى الشخص المستهدف صوتا وصورة.

بالإضافة إلى المحتوي الخاص بالإنفوغرافيك (في صناعة محتوى الوسائط الاجتماعية، تُستخدم الرسوم البيانية لتقديم تفسيرات أو توضيح الإحصائيات والمفاهيم المختلفة.

طرق باب الشهرة باستهداف المعجبين:

لقد إزدادت أهمية صناعة المحتوى في مواقع الشبكات الاجتماعية، مع زيادة التطور التكنولوجي وزيادة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات الماضية،

خاصّة مع توفّر مساحة أكبر لحرية التعبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومجانية العمل بداخل هذا الفضاء، حيث يقوم صانع المحتوى باستهداف شريحة معيّنة من المجتمع، من أجل جذبهم للاطّلاع على ما يقدّمه من محتوى في موقعه الإلكتروني،

وهو ما يرفع من عدد المتابعين، كما أنّ الاتّجاه الجديد لصنّاع المحتوى، يتمثّل في عملية التسويق والترويج لأنفسهم من جهة و لمنتوج أو علامة تجارية لمؤسسة خاصة يتعاقد معها في هذا الشأن.

لقد حدّد فقهاء الاتصال وخبراء التكنولوجيات الحديثة، أهمية صناعة المحتوى بالإضافة لما سلف ذكره، بمساعدة أصحاب الأعمال الحرة والمؤسسات التجارية على إنشاء مجتمع افتراضي يتفاعل مع ما تقدّمه المؤسسة من عروض تجارية،

كما تساعد صناعة المحتوى على تكوين علاقات وكسب صداقات جديدة بغرض التواصل مع الآخرين ( مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي).

ولعلّ مجالات صناعة المحتوى قد تعدّدت بتعدّد الجمهور الرقمي، فمنها المجال الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والديني والرياضي والترفيهي والإبداعي.. وهي مجالات تقاس بعدد الجمهور المستهدف.

باختصار، أصبحت صناعة المحتوى الرقمي واحدة من الوظائف، التي تذر على أصحابها بالمال الكثير من جهة، وتجعل منهم مشاهير من جهة أخرى،

ليتبيّن لنا في محصّلة الأمر، أنّ العالم فعلا يتغيّر ويفرض منطقا غير الذي كان في السابق، فصناعة المحتوى أضحت موضة العصر الحديث، يلجها أيّا كان ومهما كان مستواه التعليمي،

بما أنّ الجمهور المستقبل هو الذي يحدّد قيمة صانع المحتوى، لتظهر بذلك أساليب وقيم جديدة تحدّد معالم عصر ( النانو تكنولوجيا).

                     

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى