افتتاحية الجزائر اليومالرئيسيةسلايدرعاجل

ربطت شمال القارة بجنوبها.. الجزائر تطلق العنان لأجنحتها في إفريقيا

بقلم : المعتز بالله منصوري

Ads

يوم تاريخي كبير في تاريخ إفريقيا، صنعه افتتاح الخط الجوي المباشر بين الجزائر وجنوب إفريقيا بمعدل مرتين في الأسبوع.

الأمر قد يبدو خبرا عابرا في وسائل الإعلام، لكنه بمغزى عميق، وذو أثر ضخم ليس فقط للبلدين وإنما للقارة السمراء ولعدد من الفاعلين الدوليين.

وبصورة أشمل، تجسد الجزائر وجنوب إفريقيا ارتباطهما بخط جوي مباشر، عشية احتضان الأخيرة لأهم دورة على الإطلاق في تاريخ مجموعة البريكس التي تضم إلى جانبها البرازيل، الهند الصين وروسيا، وتحضى باهتمام عالمي غير مسبوق.

العالم بات يعرف الآن أن بوابتي ولوج القارة الإفريقية من الشمال والجنوب، مرتبطتين بشكل مباشرة دون الحاجة للمرور عبر محطة من المحطات خارج القارة مثلما كان يحصل لعدة عقود.

والجميع يعلم ان الجزائر وجنوب إفريقيا دولتين محوريتين، تملكان الثقل التاريخي الأكبر والتأثير الدبلوماسي الأكثر في القارة إلى جانب نيجيريا، تتطابق مواقفها بشكل كلي في جل القضايا الدولية وتنسجم قناعتيهما حيال النضال العالمي من أجل حقوق الشعوب والتعددية القطبية ورفض الهيمنة ونبذ الاستعمار بكل أشكاله.

لذلك يتجاوز ارتباطهما جوا، البعد الثنائي ويتعداه إلى تجسيد واحد من المشاريع الاستراتيجية الكبرى لإفريقيا ومحطة من محطات تحقيق حلم التكامل القاري عبر خط للسكة الحديدية شمال-جنوب.

الجزائر وجنوب إفريقيا، ومثلما حملتا هموم القارة على ظهريهما دائما وأبدا، حملتا وبشكل مبكر الطموحات الاقتصادية والتجارية للأفارقة.

وقبل بروز تنظيم بريكس كفكرة، أطلق البلدان إلى جانب مصر والسنغال ونيجيريا مبادرة “النيباد” ، مطلع الألفية وبالضبط سنة 2001 بلوساكا عاصمة زامبيا وتم تبينها من قبل منظمة الوحدة الافريقية التي ستصبح الإتحاد الإفريقي.

واذا كانت البريكس اليوم تحمل طموحات الخلاص من الهيمنة المطلقة لاقتصاد الدولار، فإن النيباد واسمها الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقية، سعت إلى استكمال التحرر السياسي للقارة بالتحرر الاقتصادي عبر وضع نموذج جديد للتنمية.

من هذا المنطلق، يزن الرصيد التاريخي للجزائر الكثير بالنسبة للأعضاء المؤسسين للبريكس، ويكفي تمعن خريطة الجغرافيا السياسية للمجموعة مع الانضمام المحتمل الجزائر المرتبطة مباشرة بخط جوي مع جنوب إفريقيا وخطوط جوية أخرى مباشرة مع الصين وروسيا.

ويكفي أيضا النظر الى خريطة الجزائر وشبكات طرقاتها، سنجد طريقا سيارا يربط شرقا بغربها على مسافة 1216 كلم، وطريقا آخر يربط شمالها بجنوبها على مسافة تفوق 2300 كلم، ويتجاوز حدودها الجنوب ليصبح طريقا دوليا عابرا للصحراء يصل 4 دول قبل بلوغ لاغوس عاصمة نيجيريا.

الخطوط الجوية الجزائرية تتجه هي الأخرى لنسج شبكتها في عموم إفريقيا، فخط جوهاسنبورغ يضاف الى الخطوط المستحدثة مؤخرا باتجاد أديس أبابا، داكار، أبيدجان، نواكشوط وباماكو، وقريبا أبوجا بنيجريا.

هذه الرحلات دون توقف، وإضافة الى التواصل المباشر للجزائر مع هذه البلدان ستجعل مطار الجزائر الدولي “مطارا محوريا وبوابة عبور نحو القارة السمراء والعالم”.

الملاحظ من كل هذا، انه يحدث بسرعة ذلك لأنه مشفوع بالإرادة الصلبة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي أعاد الجزائر لتمارس دورها الطبيعي بما يليق بمكانها في القارة الإفريقية.. وما هذه إلا بداية تنفيذ الرؤية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى