أراء وتحاليل

حروب الأجيال المستقبلية أساليب التفجير من الداخل

بقلم: د. عبدالرحمان عمار

Ads

أحدثت التفجيرات المرعبة، التي شهدتها لبنان في الآونة الأخيرة وبشكل مفاجئ وغامض، هلعا لا نظير له في الأوساط اللبنانية ، هذه التفجيرات طالت آلاف أجهزة النداء المعروفة بـ”البيغر” و أجهزة الاتصال اللاسلكية ،

جعلت العالم برمّته في حالة ذهول ،وكذا الحال للمنظمات الدولية على غرار الأمم المتحدة والتنظيمات الدولية والإقليمية الحكومية و غير الحكومية ، فالسبب المباشر الذي يقف وراء هذا الامتعاض العالمي غير المسبوق،

هو بداية تسرّب الخوف لكيانات عدّة، فكل المؤشرات تدل على ظهور أساليب جديدة في الحروب، التي ستتبنّاها الأجيال المستقبلية،

وهي أساليب التفجير من الداخل أو ما اصطلح على تسميته حداثيا بـ ” حروب الجيل الرابع”، لكن باستخدام الذكاء الإصطناعي.

ما حدث في لبنان أكيد أنّه حدث في مناطق عدّة من العالم وبخاصّة بؤر التوتر، على غرار : أفغانستان،العراق، سوريا، اليمن،مالي، إيران، تركيا وغيرها من الدول ، التي تشهد على وجه الخصوص صراعات واضطرابات داخلية وخارجية، لكن بأشكال مختلفة على الإطلاق،

فما يحدث بلبنان هو أمر آخر لا يمت بأدنى صلة للتفجيرات ، التي شهدتها الدول المذكورة آنفا، فلبنان دولة محورية ووازنة في الصراع ” العربي – الإسرائيلي” بحكم تواجد حزب الله، الذي يتصدّر المقاومة بالمنطقة،

جوالذي كان عرضة للهجمات الأخيرة من طرف الكيان الإسرائيلي ( الذي اعترف بضلوعه في عمليات التفجيرات، التي استهدفت بالأساس عناصر حزب الله اللبناني).

هذه السابقة، فضحت الأساليب الجديدة، التي ينتهجها الكيان الصهيوني، دون أن يولي أدنى اعتبار للنفس البشرية ولا للقوانين الدولية، فهذا الكيان الجائر قد داس على كل المواثيق والأعراف الدولية، واحتكم لمنطق الغاب ليس إلاّ.

تفخيخ الهواتف وأجهزة الإتصالات اللاسلكية، تدفعنا حتما للتساؤل عن مصير البشرية، في ظل تنامي البرامج الذكي

واستخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات التفجير، فالبشرية حتما مهدّدة بالحروب الحديثة، التي ستقضي على حضارتها، و ستجعل من الفضاءات المستحدثة في ” الكوكب الرقمي” فضاءات صراعات بلا هوادة،

وهو ما اضطر خبراء التكنولوجيات الحديثة للتساؤل ، عمّا إذا كانت الأساليب الجديدة المنتهجة في التفجيرات، ستطال كلّ الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة واللوحات الإلكترونية، بما أنّ الأمر يتعلّق بوضع ( غرس) شريحة عادية ذات الحجم الصغير لتفجير الهدف المستهدف.

الإجابة عن هذه التساؤلات، ليست سهلة فالاستخدام الواسع للذكاء الاصطناعي وعلى نطاق كبير، زاد من تخوّف الخبراء، في ظلّ غياب التشريعات الدولية، التي من شأنها وضع حدّ لكلّ من يقفز على القوانين الدولية، ويتحيّن الفرص لتحقيق مآربه الخاصة.

تفجيرات لبنان الأخيرة، ماهي في الواقع سوى فضح للأساليب، التي دأب الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية على انتهاجها، بغرض زعزعة الكيانات من الداخل وإحداث الفوضى بها، من أجل شلّ حركتها وإدخالها في حالة فوضى عارمة،

وقد ساعدت أجهزة وبرامج وأنظمة ” الذكاء الاصطناعي” الانتهازيين على تبنّي هذه الفكرة وبدؤوا فعلا في تطبيقها، ولعلّ أولى التجارب انطلقت من الشرق الأوسطن وتحديدا من لبنان باستخدام التلفونات المحمولة وأجهزة اللاسلكي، في سابقة تدعو لطرح أكثر من سؤال ولأكثر من جهة معنية بما حدث..

تفجيرات لبنان، هي بالأساس وبحسب الخبراء، بداية لحرب طويلة المدى ستنتهج فيها أساليب جديدة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وسيكون ضحاياها أكبر بكثير من ضحايا الحروب الكلاسيكية

القائمة على المواجهة المباشرة، فهل ستتحرّك المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحد لوضع حد لهذه الحروب الفتاكة والتي من شأنها القضاء على البشرية بشكل بطيئ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى