الجزائرالرئيسيةتبون نيويوركسلايدرعاجل

بصمة الجزائر في الأمم المتحدة… من معركة التدويل إلى المرافعة عن القضايا العادلة

فايزة سايح

Ads

توجه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون, إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن منبرها سيخاطب العالم, مرافعا على امهات القضايا العادلة، ومدافعا عن التعاون الدولي والسلم والأمن.

سيؤكد الرئيس, مسيرة النضال الجزائري الذي انطلق قبل 6 عقود, من أجل تدويل القضية الوطنية, وتحول اليوم إلى صوت فاعل في الساحة الدولية, لنصرة القضايا العادلة, على رأسها قضية فلسطين و قضية الصحراء الغربية.

تأتي مشاركة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون, في اجتماعات الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبارها بلدا عضوا، انضم الهيئة الأممية في الثامن من أكتوبر 1962، ومنذ ذلك الحين تحولت الجزائر إلى صوت قوي في منبر الأمم المتحدة يرافع من اجل القضايا المصيرية والقضايا العادلة.

تواجد الجزائر بالامم المتحدة ثمرة معترك دبلوماسي

شكل انضمام الجزائر إلى منظمة الأمم المتحدة في 8اكتوبر 1962، تاريخا مفصليا وتتويجا لمسيرة نضالية كانت أروقة الهيئة الأممية مسرحا لها، حينها كان تدويل القضية الوطنية أيام الثورة التحريرية المباركة، أولوية الأولويات بالنسبة لجبهة التحرير الوطني، ولمعركة حق الشعب الجزائري في تقرير .

هذا المعترك الدبلوماسي, قادته مجموعة من المناضلين بجبهة التحرير الوطني, على قدر كبير من الكفاءة وعلى راسهم حسين آيت احمد ومحمد يزيد وعبد القادر شاندرلي او ايضا سعد دحلب الذين عملوا بدون هوادة بالموازاة مع الكفاح المسلح من اجل التعريف بالقضية الجزائرية في المحافل الدولية.

ورغم النجاحات الاولى للقضية الجزائرية في المحافل والمؤتمرات الدولية وعلى رأسها مؤتمر باندونغ في أفريل 1955، إلا أن ولوجها لاروقة الأمم المتحدة لم يكن بالأمر الهين اطلاقا،

فقد اتسم الوضع الدولي بالنفوذ الفرنسي، بالنظر للتموقع القوي لفرنسا في مجلس الأمن الدولي.

على اعتبار أنّها من الأعضاء الخمس الدائمين المتمتعين بحقّ الفيتو ما جعلها في مأمن من تمرير أي مشروع لائحة أو قرار أممي بشأن الحالة والأوضاع في الجزائر من بوابة مجلس الأمن الدولي.

حينها ركّزت جبهة التحرير الوطني جهودها لتدويل القضية الجزائرية في هيئة الأمم المتحدة على جمعيتها العامّة.

معركة دبلوماسية في أروقة الهيئة الاممية

ورغم المساندة الكبيرة التي تلقّتها فرنسا من الدول الغربية خصوصا بمجلس الأمن، إلا أنّ جبهة التحرير حقّقت أوّل نصر دبلوماسي في هذه الهيئة الدولية، من خلال استصدار لائحة في الدورة 15 و16 للجمعية العامة تعترف فيها صراحة ” بحق الشعب الجزائري في تقرير المصير وفي الاستقلال”, بعد معركة دبلوماسية دامت سنوات بين جبهة التحرير الوطني والمستعمر الفرنسي.

يذكر أن تطور القضية الجزائرية في الأمم المتحدة حمل جملة من الحقائق أولها حنكة وذكاء جبهة التحرير الوطني التي راهنت على تدويل المسألة الجزائرية في الأمم المتحدة من بوابة جمعيتها العامة بالنظر إلى تركيبتها المشكلة بنسبة معتبرة من الدول الأفروآسيوية حديثة الاستقلال.

والتي عانت من المشكلة الاستعمارية، ولم تراهن الجبهة على مجلس الأمن الذي تتموقع فيه فرنسا بقوة باعتبارها عضوا دائما ومدعومة من حلفاء اقوياء في ذات المجلس.

وثانيها أن نجاح تسجيل القضية الجزائرية في جدول أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

جاء بعد معركة إجرائية وقانونية ودبلوماسية حامية الوطيس بين جبهة التحرير الوطني والطرف الفرنسي مدعوما بالدول الغربية.

الجزائر تتحول إلى صوت للدفاع عن القضايا العادلة

هذا التاريخ النضالي الكبير، الذي تتمتع به الجزائر داخل الهيئة الأممية، جعلها تتحول بعد استقلالها الى صوت الشعوب وصوت القضايا العادلة .

وتأتي مشاركة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، استثنائية وعلى قدر من الاهمية بمناسبة إنتخاب الجزائر عضوا غير دائم في مجلس الأمن الأممي لفترة 2024-2025.

يذكر أنه خلال الدورة الـ 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أشاد دبلوماسيون ومنظمات إقليمية بجهود الجزائر في حل الأزمات الدولية والدفاع عن حق الشعوب المستعمرة في تقرير المصير.

وكان رئيس الجمعية العامة الأممية، كسابا كوروسي قد أعرب عن إعجابه “بالسجل الحافل والمتميز للدبلوماسية الجزائرية في قيادة الوساطات لتسوية النزاعات”, منوها بدور الجزائر “البارز” في ارساء السلم والاستقرار.

سياسة تبون الخارجية ..استلهام من نضال تاريخي برؤية استشرفية

لطالما أكد رئيس الجمهورية الذي يشارك اليوم في أشغال الدورة الـ 78للهيئة الأممية، أن مواثيق الثورة المباركة وتوجهاتها هي إحدى أهم ثوابت وركائز سياسته الخارجية.

مؤكدا أن معالمها تتمحور حول عدم التدخل في شؤون الغير واحترام القانون الدولي وإرساء نظام سياسي واقتصادي عالمي جديد وحق الشعوب في تقرير مصيرها ودعم الشعوب المستعمرة.

كما أبدى منذ انتخابه رئيسا للجمهورية ثباتا غير مسبوق الجزائر اتجاه القضيتين العادلتين للشعبين الفلسطيني والصحراوي الذين يكافحان من اجل استرجاع حقوقهما الاساسية، في سياق إقليمي ودولي تحكمه متغيرات معقدة جدا .

ان مقاربات الجزائر في إقليمها العربي وفي محيطها الإقليمي, ومواقفها من ازمات المالي والنيجر وليبيا ودفاعها المستميت في رفض التدخل الخارجي ومالاته السلبية وحل الازمات بالطرق السلمية.

والحث على التعاون والسلام الدولي ، إلى جانب خبرتها في مكافحة الإرهاب، أثبتت اليوم صدقها ونجاعتها،

وتحولت إلى مقاربات واقعية يمكن للدول أن تستفيد منها في مواجهة التحديات والرهانات الكبرى ، هذه التجربة غير المسبوقة للحزائر في الهيئة الأممية

والتي انطلقت إبان الثورة المباركة، وتعززت بعد استقلالها جعل الجزائر اليوم تتحول الى فاعل أساسي في الساحة الدولية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى