أراء وتحاليلالإنتخابات الرئاسيةالرئيسيةسلايدرعاجل

الرئيس تبون رجل ميدان يملك براعة الإنصات والحوار

مساهمة بقلم: د/ مليكة بن دودة*

Ads

إن لقاء المعرفة بالسياسة خلق الدولة الحديثة أي الدولة التي تُسيّر بالقانون وقوة المؤسسات، وإن كانت المعرفة ضرورية لخلق النظام ووضع المنهج الانسب لتسيير الشأن العام، تبقى السياسة كما قال مانديلا هي الوسيلة الأقوى لتغيير أي مُجتمع،

والتجارب المعاصرة للدول أثبتت أنّ العنف يقضي على الأخضر واليابس ويترك المجتمعات تعيش الشتات وتحلم بالأمن بدل التغيير،

السؤال الذي خرجنا به بعد الحراك هو : من يستطيع فعلا خلق تلك النقلة التي تجعل الجزائر تتحوّل سياسياً من دون ان تخسر استقلالها السياسي ومن دون ان يدفع الجزائريون ثمن التغيير؟

هذا السؤال وإن كان منهجياً يبدو بسيطاً وسهلاً، لكن واقعياً وسياسياً ليس بسيطاً أبداً, ce qui est logiquement simple n’est pas politiquement simple ما يُعد منطقيا بسيط لا يُعتبر سياسياً بسيطاً.

فالأمر أولا يتطلب وجود الحاكم المتنوّر” الحاكم المتنور، الذي يمتلك المعرفة والحكمة ويمتلك معهما قوّة القرار وشجاعته. والأمر يتطلب.

ثانياً إعطاء الثقة لهذا الحاكم ليمتلك الفرصة والجرأة للإقدام على الإصلاحات السياسية والاقتصادية والثقافية العميقة ثالثا إن التحوّلات التاريخية في أي مجتمع،

تحتاج إلى لقاء المُثقفين المتنّورين وحاكم متنوّر لأنّ السياسة التي لها رافعة معرفيّة تحمل البلد إلى مصاف الدول المتطورة، من خلال تحديث الاقتصاد وتحديث التعليم.

وتحديث الإدارة وتحديث السياسة والممارسة السياسية خاصّة, وهذه الإصلاحات مجتمعة تُحدث تحولات جذرية، سريعة وسلمية.

السيد عبد المجيد تبون وإن كان رجل ميدان بحكم تجربته الطويلة في تسيير قطاعات عدّة، إلاّ أنه يمتلك براعة الإنصات والحوار وتواضع الباحث عن الاستشارة.

هذه الميزات جعلته يلتقي بذوي الخبرة في المجالات التي ذكرتها كلها وهو يفتح باب الاستشارة على مصرعيه لأهل المعرفة وطموحه يهدف إلى تشكيل نخبة علمية تقود البلد نحو الإصلاحات التي تستحق،

يظهر ذلك من خلال العدد الكبير للمدارس العليا التي تعمل على تطوين النوابغ، مدارس عليا التي سيزداد عددها لتشمل العلوم كلها حتى الإنسانية والاجتماعية، والمجلس الوطني للبحث العلمي والتكنولوجي.

إذا كانت السنوات الأولى اتسمت خاصة بمواجهة أزمة صحية عالمية شلّت البلد وشلّت العالم بحيث أفرغت المطارت وأغلقت الحدود،

أعطى فيها السيد تبون رئيساً ، الأولوية لمواجهة الأزمة وإنقاذ الجزائريين من الجائحة قبل أي شيء آخر. وبعد انتهاء الأزمة دخلت الجزائر مرحلة تخفيف الأثار الاقتصادية والاجتماعية التي نجمت عنها وأضّرت اقتصادات العالم كله.

لم يكن سهلاً أبداً في ظل تخبط العالم كله في أزمة اقتصادية تلتها اشتعال حربين في أوكرانيا والشرق الأوسط ، وإثر هذا اشتد التحرش الديبلوماسي والأمني بالجزائر في المنطقة وخارجها.

نظرا لثبوت الجزائر في مواقفها الرافضة للظلم والمساندة للقضايا الدولية العادلة. تطلّب الأمر ولايزال إعادة الحسابات الديبلوماسية والسياسات الأمنية والخارجية أكثر من مرة, لتبقى الجزائر كما تركها شهداؤها يافعة، يانعة…..ومنتصرة,

ما يريده الآن السيد تبون للجزائريين هو ان تكون المرحلة القادمة بإذن الله مرحلة التغيير الشامل في الجزائر، من خلال سياسة شاملة تراعي تنوع مجتمعنا، وهو ملتزم بالاستماع إلى الشباب والنساء والمسنين والعمال وأصحاب المشاريع والطلبة.

أخاطبكم بصراحة، لا يوجد عصا سحرية تجعل الدول تتغير نحو التطور والحرية والعدل ، إلاّ إذا التقت المعرفة بالسياسة ولا يتحقق هذا إلا إذا امتلك المواطنون والحاكم الرغبة نفسها في التغيير،

ولا يُمكن لأي حاكم مهما بلغت قوته أن يُقدم على إصلاحات حقيقية دون أن يمتلك ثقة المواطنين ويشعر بدعمهم القوي ليستمد منه قوته،

كل شيء يتغير عندما نختار التعبير عن أنفسنا والمشاركة السياسية القوية. لقد حان الوقت لتعزيز ديموقراطيتنا وتحديث نظامنا السياسي بمشاركة النساء والشباب والرجال معاً.

فالسيد تبون يتعهد بضمان الحريات العامّة حتى يُسمع صوت كل جزائري, لذلك كل صوت انتخابي يحمل قيمته في ذاته، ولكل جزائري

دور حيوي يلعبه في بناء مستقبلنا المُشترك، لخلق التغيير الذي نستحقه. أتذكر عبارة مارتن لوثر كينغ جونيور، “تتوقف حياتنا في اليوم الذي نلتزم فيه الصمت بشأن القضايا التي تهمنا.”

موعدنا يوم 7 سبتمبر لنختار بحكمة ووعي ومسؤولية، ونجدد ثقتنا في المترشح عبد المجيد تبون.

*د/ مليكة بن دودة أستاذة جامعية ووزيرة سابقة

                                       

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى